الجمعة، 6 نوفمبر 2009

قيس وليلى ......والجنون

بسم الله الرحمن الر حيم
قيس وليلى والجنون
و فى هذا العصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول كاتب الموضوع :-

كل مرة أعود فيها إلى ذكر قيس وليلى أكتشف كم البشر غريبون .. يقولون إن قيساً هو المجنون لأنه أحب ليلى وهام بها ، لكنهم لم يذكروا أبداً أن ليلى عاقلة !!! حقاً من المجنون هنا ؟ أعتقد أنه علينا قراءة الحكاية من جديد .. لا قيس ليس مجنوناً ، بل ليلى هي المجنونة .. وأؤكد أنه هو العاقل وهي المجنونة .. هو أحبها .. كل هذا الحب .. حوَّلها إلى أيقونة لقلبه ، وأخبر العالم كله بحبه لها .. عزل عن روحه كل امرأة سواها ، حوّل دنياه إلى شوق لها .. لكن ليلى .. الأنثى ليلى .. لم تأبه به ، لم تفهم لماذا أحبها ، لم تفكر للحظة في أنها تستحق أو لا تستحق هذا الحب .. كيف يمكن لها أن تفكر .. ليلى لم تقدر ماذا يعني أن يحبها قيس كل هذا الحب .. هي وحدها دون باقي النساء .. ظنت وبطريقة عادية جدا ، وبطريقة ساذجة جدا ، وبطريقة عابرة جدا ، أنها إنما امتلكت عقلها إن تعاملت معه على أنه رجل عادي .. ظنت أنها إن مرت من أمامه وهي تشيح بوجهها عنه بابتسامة لا مبالية .. ظنت أنها إن هي رفضت .. إن تمنعت .. إن كابرت .. إن تجاهلت فستكون العاقلة .. هي التي تعرف ما تريد .. هي التي لم تعرف – كما لم يعرف رواة الحكاية – أنها المجنونة .. المجنونة حتى العقل !!
هل توجد امرأة عاقلة تجد أمامها رجلاً يحبها كل هذا الحب ثم ترفضه ؟ صحيح أن الجنون فنون .. صدقوني لقد كان قيساً عاقلاً جداً .. وإلا كان جنَّ مثل ما قد يفعله أغلب الرجال ، كان أحبَّ على ليلى ألف ليلى وليلى ..
لم أقصد أي تجريح أو إهانة لليلى ، كنت أريد فقط أن أصنع حكاية جديدة لزمن جديد ، زمن أصبح كل شيء فيه مرفوعاً على إيقاع القسوة ..


ليلى أحبت قيس ، وقيس أحب ليلى .. لكن انصياعها للإطار الاجتماعي الممانع كان غير مفهوم من عاشق .. فَجنَّ وعقلت .. هي كانت تجمع عقل العشيرة ، تستقوي به على قلب قيس ، وهي الآن تستجمع عقل المجتمع الذي لم يخرج قط عن مفهوم العشيرة ، وتستقوي به على قلوب عشاقها الجدد ..

لا ليست هي الحماية من جرح ، أو تشكيك بحب ، إنها إحساس أنثوي باحتمال خيانة قيس ، وقيس لم يَخن ولن يخون ، وإلا فإن أحلام مستغانمي تبرر في عنوان أكثر إثارة لكل عابر سرير خيانته دون أن تشهد أن السرير كان فيه امرأة أخرى ليست هي !!!

ليلى وقيس عاشا حباً لم ينطفئ .. لم يذهب به الزمن بالعادة والرتابة والملل .

حباً بقي ناضجاً حميماً شغوفاً حاراً .. لكن ليلى خافت .. خافت مع أنها تعرف أنها تحبه وأنه يحبها .. وأنا لم ولن أطلب منها أن تركض وراء من أحبها دون أن تحبه ، لم أعاتب عقلها على علاقة حب من طرف واحد .. كنت أريد أن أدلها إلى قلبها .. وعفواً ليلى ربما كان عليك أن تحمي نفسك بالطموح تارة وبمستوى الحياة الاجتماعية تارة أخرى وربما بأشياء كثيرة اخترعها لكِ المجتمع .. لكنكِ بالتأكيد ستعرفين بعد أن أضعت قيساً الفرق بين العقل والجنون .. عندما يكون قلبك هو الحكم .
------------------------------
سأصبر حتى يعلم الصبر أنى صبرت على شىء أمر من الصبر
Dream
M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق